الأحد، 24 مايو 2015



أبعــــــاد

نوبل جائزة افسدتها السياسية

سعيد الحمد



أشياء كثيرة تفسدها السياسة والتسييس.. وجائزة نوبل أفسدتها السياسة بشكل فاضح في السنوات الأخيرة فمع منح اليمنية توكل كرمال الجائزة سقطت آخر اوراق الجائزة التي كانت يوماً جزءاً من الحرب الباردة استخدمها الغرب للنيل من الدب الروسي عبر منح «المنشقين والمعارضين الروس» للجائزة ليكيدوا النظام السوفيتي فمنحوها للروائي والشاعر لويس باسترناك وارغمه نظام بلاده على رفضها كما قبل يومها.
ودخل على الخط كتاب وادباء وسياسيون يساريون نالوا الجائزة رفضوها ولعل أشهرهم الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذي رفضها في العام 1964 حين فاز بها.
قرأت منذ ايام تقريراً صحافياً مطوّلاً عن الجائز نشرته الشرق الاوسط وابرز اسم أثار الجدل في القائمة بحسب التقرير هو الاميركي ادوارد سنودن الذي لجأ الى روسيا بعد ان نشر أخطر البرقيات الرسمية الامريكية التي هربها أثناء عمله في وكالة الأمن القومي وكانت فضيحة امريكا بجلاجل.
فهل تشرب امريكا من الكأس الذي سقته لروسيا ولغيرها من بلدان العالم بعد ان سيسّت الجائزة السويدية من خلال ممارسة الضغط على لجنة نوبل لمنح مترشحين معينين تحاول من خلالهم النيل من خصومها؟؟
اليساريون العرب تحفظوا على الجائزة انعكاساً لموقف السوفيت منها.. لكنهم اليوم تراجعوا عن تحفظهم بعد ان نالها حلفاؤهم الجدد حين غيروا وبدلوا قمصانهم.
السادات اشهر سياسي نال الجائزة مناصفة مع بيجن
فشهر به العرب والقوميون بالذات، ثم جاء زمن رأينا فيه الجميع يهرول لاجراء محادثات مع اسرائيل.. وهي المحادثات التي اخرجت السادات من الجسم العربي يومها.
أشياء كثيرة أفسدتها السياسة والتسييس ومنها على سبيل المثال لا الحصر الفن والادب حين اصبح خطابياً زاعقاً بالشعارات والمثاليات في حضور تصفيق جماهيري عارم الى الدرجة التي كنا فيها نشاهد خطاباً سياسياً شعبوياً ديماغوجياً وليس ابداعاً وفناً وادباً.
وانشغلنا نحن بعنوان عريض هو «الالتزام»، وفهمناه على ان يكون الاديب والشاعر والفنان ملتزماً بموقف حزبه
لا يحيد عنه قيد أنملة.. ليتحول الى بوق حزبي زاعق وليس فناناً ولا شاعراً ولا أديباً.. واستهلكنا مطلع السبعينات وقتاً وجهداً في سجال عنيف حول مفهوم الالتزام الذي لم نفهمه، لانها الأدلوجه التي اقفلت عقولنا وشوهت مفاهيمنا وتلك آفة التفكير داخل الصندوق.
حتى الرياضة سيّسناها بشكل فج في تلك الايام فتبادلنا الاتهامات بالخيانة مع المختلفين الرياضيين من زملائنا.. لاننا كنا مسكونين بعقل سياسي مشوّه.
وكم صعد في هذه الاجواء التي سادت عالمنا العربي ملحنون ومطربون فاشلون فقط لانهم كانوا يغنون شعارات يسارية او قريبة من اليسار فحازوا تعاطفاً جماهيرياً واسعاً اثناء المدّ والعنفوان اليساري.. لكنهم سقطوا مع سقوط اليسار في احضان الخمينية، والتي في النهاية تصادر الفن وتقمعه ولم يعد لهم حضور في الساحة.
وما بين تجاذبات التسييس ضاعت وانتهت مواهب كثيرة جنى عليها التسييس الالزامي المفروض، وما زال نفس التفكير سائداً وضاغطاً على شعراء وفنانين شباب في عالمنا العربي اذا لم يكتبوا قصائدهم او لم يغنوا للربيع العربي فهم خونة ومأجورون وفاشلون..!!
وبرزت أسماء في بلادنا في السياسة المعارضة تثير الاسى بفقرها الفكري والثقافي، وكذلك برزت اسماء من المعارضة في العالم الحقوقي المسيس تثير السخرية لكنها صعدت بفعل رافعات أجنبية منحتها «العالمية»، ولا عجب ان فاز اسم نكرة منها بجائزة نوبل، كما فازت النكرة توكل كرمال.. فنحن في عالم عجيب عجيب.
وما زلت اتساءل ماذا سيكتب التاريخ عن هذه العجائب والغرائب حين تتكشّف الاوراق على حقيقتها.



التحليل:
في المقدمة ذكر الكاتب فيها ماحدث في الاونة الاخيرة عندما اعطت جائزة نوبل للفتاة اليمنية " توكل كرمال" وذكر هنا بانها اخر اوراق الجائزة وبان السياسة افسدت تلك الجائزة عندما تعطي الى اشخاص غير اكفاء لهذه الجائزة.
الجسم: ذكر فيه بان هناك ادباء وكتاب وسياسيون يساريون من العرب الذين رفضوا تلك الجائزة ومن اشهر الفلاسفة الذين رفضوا الجائزة" الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر " الذي رفضها عام 1964م . ومن اليساريون العرب الذين تحفظوا على الجائزة ولكن تراجعوا عن تحفظهم بعد ان نالها حلفائهم.
وتم ذكر ايضا عن مايدعا ( بعملية التسيس ) وهذه العملية ادت الى انتهاء مواهب كثيرة لدى العرب وادت الى تسيس اشخاص ووصفهم الكاتب بانهم فاشلون وعلى سبيل المثال ماحدث في بلدان الربيع العربي التي لم تبقى على حالها حتى الان .
الخاتمة : ذكر فيها تساؤل حول ماذا سيكتب التاريخ عن ماحدث لدى البلدان وايضا حول الغرائب والعجائب التي سوف نكتشف حقيقتها عندما تسقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق